ما العلاقة بين قصة زيد في القرآن وقصة أوريا في الكتاب المقدس ؟

Par défaut

قلت لأحدهم على الفايسبوك إن قصة  » ولما قضى زيد منها وطرا زوجناكها  » موجودة في قصص داوود في الكتاب المقدس، ولكنه رفض ملاحظتي وقال لي أن التوراة ليست حجة. فهمت من كلامه أنه لا يميز بين التوراة وباقي كتب الكتاب المقدس. كما فهمت منه أن لا فائدة من النقاش مع من يقفلون عقولهم قبل النقاش في مواضيع يعقتدون أنهم يفهمون فيها كل كبيرة وضغيرة بهبة من السماء.

وبعد أن تلقيت جوابه شرعت أتساءل مع نفسي : إن كان ذلك الشخص لا يؤمن أن التوراة حجة، فهل في نظره أن نكاج زوجة الإبن حجة في القرآن أم في السنة ؟ أترك له السؤال لعله يفتح عقله ليفكر بشكل مختلف عما ألفه عقله في أيامه السالفة.

وحين رجعت إلى نفسي قلت في نفسي : هل هناك من الأصدقاء المسلمين والمسييحيين من قرآ قصة النبي داوود مع زوجة خادمه أوريا ؟ لربما يكون بعضهم أدرى مني بالكتب المقدسة بما فيها القرآن والكتاب المقدس. وللتذكير فإن قصة  » لما قضى زيد منها وطرا زوجتاكها » مكتوبة في الأية 37 من سور الأحزاب ا لتي جاء فيها ما يلي :

« وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (الاحزاب، 37) « 

وللإشارة، فهذ الآية غامضة، وهي لا تقول لنا أن القصة تتعلق بمحمد رسول الإسلام، ولا تقول لنا أن زيد ابن الرسول بالتبني ولا تقول لنا أن زوجة زيد تسمى زينب، وهكذا ذواليك. كل ما يقال لنا في التفاسير في موضوع هذه الأية غير مكتوب في القرآن.

ونظرا لغموض القرآن بخصوص عناصر توضيحية حول شخصية زيد وتفاصيل قصته مع رسول القرآن، بقي لنا خيط من خيوط الكتاب المقدس يحكي لنا مغامر نبي من أنياء يهوه مع زوجة أحد خدامه رغم أن التوراة تمنع التحرش بزوجة الغير. ونظرا لأهمية النبي داوود في القرآن الذي يعتبر خليفة لله في الأرض، ونظر لأهية هذه القصة في قصص بني إسرائيل، فإني أقترح على الأصدقاء والصديقات الإطلاع, قصد الافادة، على هذه القصة الرائعة في الفن القصصي في قصص بني إسرائيل. وهي قصة مسطورة في الإصحاح الحادي عشر من سفر صامويل الثاني الذي جاء فيه ما يي :

سفر صموئيل الثاني

الفصل / الأصحاح الحادي عشر

1 وكان عند تمام السنة ، في وقت خروج الملوك، أن داود أرسل يوآب وعبيده معه وجميع إسرائيل، فأخربوا بني عمون وحاصروا ربة. وأما داود فأقام في أورشليم

2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا

3 فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي

4 فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه، فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها. ثم رجعت إلى بيتها

5 وحبلت المرأة، فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى

6 فأرسل داود إلى يوآب يقول: أرسل إلي أوريا الحثي. فأرسل يوآب أوريا إلى داود

7 فأتى أوريا إليه، فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب

8 وقال داود لأوريا: انزل إلى بيتك واغسل رجليك. فخرج أوريا من بيت الملك، وخرجت وراءه حصة من عند الملك

9 ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده، ولم ينزل إلى بيته

10 فأخبروا داود قائلين : لم ينزل أوريا إلى بيته. فقال داود لأوريا: أما جئت من السفر ؟ فلماذا لم تنزل إلى بيتك

11 فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام، وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي ؟ وحياتك وحياة نفسك، لا أفعل هذا الأمر

12 فقال داود لأوريا: أقم هنا اليوم أيضا، وغدا أطلقك. فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده

13 ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره. وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده ، وإلى بيته لم ينزل

14 وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا

15 وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت

16 وكان في محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه

17 فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب، فسقط بعض الشعب من عبيد داود، ومات أوريا الحثي أيضا

18 فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب

19 وأوصى الرسول قائلا : عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب

20 فإن اشتعل غضب الملك ، وقال لك: لماذا دنوتم من المدينة للقتال ؟ أما علمتم أنهم يرمون من على السور

21 من قتل أبيمالك بن يربوشث ؟ ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص ؟ لماذا دنوتم من السور ؟ فقل: قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا

22 فذهب الرسول ودخل وأخبر داود بكل ما أرسله فيه يوآب

23 وقال الرسول لداود: قد تجبر علينا القوم وخرجوا إلينا إلى الحقل فكنا عليهم إلى مدخل الباب

24 فرمى الرماة عبيدك من على السور، فمات البعض من عبيد الملك، ومات عبدك أوريا الحثي أيضا

25 فقال داود للرسول: هكذا تقول ليوآب: لا يسؤ في عينيك هذا الأمر، لأن السيف يأكل هذا وذاك. شدد قتالك على المدينة وأخربها. وشدده

26 فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها، ندبت بعلها

27 ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته، وصارت له امرأة وولدت له ابنا. وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب .

أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بسردية القصة التي تمثل نموذجا من الفن القصص في الكتاب المقدس. وأرجو من عشاق القصص وعشاق الأدب القصصي أن يستخلصوا منها العبر. كما أرجو من ذلك الشخص الذي رفض أن يطلع على القصة داوود وزوجة خادمه أوريا على اعتبار أنها ليست حجة على أن قصة القرآن هي قصة من الكتاب المقدس، أترك الحكم للقارئء الكريم. وأرجو من كل صديق وصديقة أن يحكم على تشابه القصتين ما بين القرآن والكتاب المقدس.

[ملاحظة : سبق لي أن نشرت سنة 2020 على الأمازون كتابا في تفسير سورة الفلق. وهو كتاب سأعمل على توضيح مضامينه للأصدقاء والصديقات في المستقبل القريب. وفيما يلي صورة الكتاب. ]

أنتظر تعليقاتكم حول الموضوع ولكم مني أطيب التحيات !

  ·

Publicité

Votre commentaire

Entrez vos coordonnées ci-dessous ou cliquez sur une icône pour vous connecter:

Logo WordPress.com

Vous commentez à l’aide de votre compte WordPress.com. Déconnexion /  Changer )

Photo Facebook

Vous commentez à l’aide de votre compte Facebook. Déconnexion /  Changer )

Connexion à %s